أولاً: اعتبار الخطأ في التفسير قولاً على الله بلا علم.
صرح بعض التابعين بأن القول في تفسير القرآن رواية عن الله، ومن ثَمَّ فالخطأ فيه بمنزلة القول على الله بلا علم، ومن أقوالهم في ذلك:
قول مسروق (١): «اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله» (٢).
وقول الشعبي (٣):
«إن الذي يفسر القرآن برأيه إنما يرويه عن ربه» (٤).
وإنما جعلا التفسير رواية عن الله؛ لأن المفسر كأنه يقول: إن الله تعالى يقول كذا، ويأمر بكذا، وينهى عن كذا، وإذا لم يكن ذلك مراد الله تعالى، فالمفسر لكلامه قائل عليه بلا علم، وحين أدرك الشعبي هذا المعنى، وأن تفسير القرآن
_________
(١) هو أبو عائشة مسروق بن الأجدع واسمه عبد الرحمن الهمداني الكوفي الفقيه، روى عن علي وابن مسعود، وعنه الشعبي والنخعي، قدمه ابن المديني على أصحاب عبد الله، توفي عام (٦٢)، أو (٦٣).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٥٠)، والتاريخ الكبير (٤/ ٢/٣٥)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٤٩).
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ٢١٣).
(٣) هو عامر بن شراحيل بن ذي كبار أبو عمرو الشعبي الهمداني الكوفي، ولد في خلافة عمر، وروى عن أبي هريرة وابن عمر، من فقهاء الكوفة وتولى قضاءها، توفي فجأة عام (١٠٥)، وقيل (١٠٤).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ١٧١)، والمعرفة والتاريخ (٢/ ٥٩٢)، ووفيات الأعيان (٣/ ١٢).
(٤) حلية الأولياء لأبي نعيم (٤/ ٣٢١).


الصفحة التالية
Icon