بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها» (١).
٢ - وعن ابن أبي مليكة قال: «سأل رجل ابن عباس - رضي الله عنه - عن: ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ (٢)، فقال له ابن عباس: فما ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾؟، فقال الرجل: إنما سألتك لتحدثني، فقال ابن عباس: هما يومان ذكرهما الله تبارك وتعالى في كتابه، الله أعلم بهما، فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم».
وفي رواية أن ابن عباس قال: «وأكرهُ أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم» (٣).
وفي بعض الروايات: أن سعيد بن المسيب لما بلغه كلام ابن عباس قال للسائل: «هذا ابن عباس قد اتقى أن يقول فيها، وهو أعلم مني» (٤).
٣ - وعن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت (٥)
قال: «سألت طاوساً (٦) عن تفسير
_________
(١) جامع البيان (١/ ٨٠)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/ ١٦).
(٢) سورة المعارج من الآية (٤).
(٣) فضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ٢١٢)، وتفسير عبد الرزاق (٢/ ٨٩)، وجامع البيان (٢٣/ ٢٥٤)، والمستدرك للحاكم (٤/ ٦١٠)، والدر المنثور (٥/ ١٧١)، وعزاه لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم، والرواية الثانية في تفسير عبد الرزاق وجامع البيان والدر المنثور.
(٤) تفسير عبد الرزاق (٢/ ٨٩)، والدر المنثور (٥/ ١٧٢).
(٥) الأسدي الكوفي، روى عن أبيه وطاوس وابن جبير، وعنه الثوري ووكيع، خرج له مسلم في صحيحه.
انظر: التاريخ الكبير (٣/ ١/٧٣)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٣١٩).
(٦) هو طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن، أصله من فارس، سمع زيد بن ثابت وأبا هريرة، ولازم ابن عباس مدة، وروى عنه الزهري، وكان شيخ أهل اليمن ومفتيهم، توفي بمكة عام (١٠٦).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٣٩١)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٩٠).


الصفحة التالية
Icon