وكان أبو وائل (١) - وهو كوفي - إذا سئل عن شيء من القرآن قال: قد أصاب الله ما أراد (٢).
* ومن الآثار التي تركها ورع السلف عن تفسير القرآن الكريم قلة مرويات التفسير عمن اشتهر بورعه عن الكلام في تفسير القرآن، وهذا الأثر قد يكون بالنسبة إلينا غير محمود؛ لأنه تسبب في فقدان كثير من تفسير من هو مشهور به، وممن قلّ المروي عنه بسبب امتناعه عن تفسير القرآن سعيد بن المسيب، فعندما ذكر الذهبي (٣) قوله: لا أقول في القرآن شيئاً؛ عقب عليه قائلاً: «ولهذا قل ما نقل عنه في التفسير» (٤).
_________
(١) هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، أحد علماء الكوفة وفقهائها، أدرك النبي - ﷺ - ولم يسمع منه، من خيار أصحاب ابن مسعود، روى عن عمر وعثمان وعلي، وعنه الأعمش ومنصور، توفي سنة (٨٢).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٦٤)، ووفيات الأعيان (٢/ ٤٧٦)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٦٠).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (١٠/ ٥١٣)، والطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٦٧).
(٣) هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الحافظ، ولد سنة (٦٧٣)، برز في علم الحديث والرجال وأكثر فيها التأليف، من كتبه: تاريخ الإسلام، والعبر، توفي سنة (٧٤٨).
انظر: ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص ٣٤)، وطبقات الشافعية للسبكي (٩/ ١٠٠)، والدرر الكامنة (٣/ ٤٢٦).
(٤) سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٤٢).