واحد ثم رجع (١)، وقد حظي التفسير باهتمام مشابه، فقد يستدعي الوقوف على معنى الآية السفر وقطع المسافات البعيدة، فلا يتردد بعض الصحابة والتابعين في الرحلة طلباً للظفر بالمعنى المراد؛ إدراكاً منهم لأهمية معرفة ذلك، ومن الشواهد عنهم:
١ - قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: «والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا وأنا أعلم حيث نزلت، ولو أعلم أحداً هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه» (٢).
٢ - وعن الشعبي قال: «رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز ورحل إلى الشام حتى علم تفسيرها» (٣).
ولذلك يقول عنه الشعبي: «ما علمت أن أحداً من الناس كان أطلب لعلم في أفق من الآفاق من مسروق» (٤).
٣ - وممن رحل في طلب التفسير سعيد بن جبير، فقد رحل من الكوفة إلى
_________
(١) انظر الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي (ص ١٠٩).
(٢) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة (٤/ ١٩١٣) برقم (١٤٦٣).
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٢٢)، والتعديل والتجريح للباجي (٢/ ٧٤٨)، والجواهر الحسان للثعالبي (١/ ١١).
(٤) جامع بيان العلم وفضله (١/ ٩٤).


الصفحة التالية
Icon