فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حتى رَميتَ | فوقَ الرجالِ خِصَالًا عُشَارَا (١) |
وربما منع المفسرون القياس على ما لم يرد إلا في شاهد شعري، وعدوه شاذًا، غير مستعمل في لغة العرب على وجه مستقيم، كما قال ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [الأنعام: ٩٢] (٥): «ويقدر حذف التنوين للالتقاء، وإنما جاء ذلك شاذًا في الشعر في قوله (٦):
فألفيتهُ غَيْرَ مُستعتبٍ | ولا ذاكرِ اللهَ إِلَّا قليلا (٧) |
وهذا الشاهد قد استشهد به سيبويه (٩)، والمبرد (١٠)، والفراء (١١)،
_________
(١) يستريثوك: يستبطئوك، ومعنى البيت: لما نشأتَ أسرعت في بلوغ الغاية التي لم يبلغها طلاب المعالي، ولم يقنعك ذلك حتى زدت عليهم بعشر خصال فقت بها السابقين، وأيأست الذين راموا لحاقك. انظر: شعر الكميت بن زيد ١/ ١٦٢، شرح درة الغواص للخفاجي ٥٣٣.
(٢) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ٧/ ٥٤٥، الكشف والبيان ٣/ ١٤٥، الجامع لأحكام القرآن ٣/ ١٢.
(٣) انظر: شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٦.
(٤) انظر: درة الغواص بشرح الخفاجي ٥٣٣، المزهر ١/ ١٠٨، البصائر والذخائر للتوحيدي ٥/ ٢٤.
(٥) الأنعام ٩٢.
(٦) هو أبو الأسود الدؤلي.
(٧) انظر: ديوانه ٥٤.
(٨) المحرر الوجيز ٦/ ١٠٦ - ١٠٧.
(٩) استشهد به على حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين ونصب ما بعده. انظر: الكتاب ١/ ١٦٩.
(١٠) انظر: المقتضب ١/ ١٩، ٢/ ٣١٣.
(١١) انظر: معاني القرآن ٢/ ٢٠٢.