المازني عن أبي عبيدة أنه قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأُ: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف: ٧٧]، وأَنَّهُ سأَل أبا عمرو عن وجه هذه القراءة فقال: هي لغة فصيحة... واستشهد لها بقولِ المُمَزَّقِ العبديِّ (١):
وقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلى جَنْبِ غَرْزِهَا | نَسِيْفًا كَأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرَّقِ (٢) |
٢ - كما يروي أبو عبيدة عن بعض قبائل العرب بصيغة مبهمة، كما في قوله: «سَمعتُ مَنْ ينشد بيت خِرْنِق بنت هِفَّان، من بني سعد بن ضُبَيعةَ رهط الأعشى:
لا يَبْعُدنْ قومي الذين هُمُ | سُمُّ العُداةِ وآَفةُ الجُزْرِ |
النَّازلينَ بكلِّ مُعتركٍ | والطيبيَّنَ معاقدَ الأُزْرِ (٥) |
٣ - يقول أبو عبيدة: «وأنشدني أبو عمرو الهذلي (٧) لساعدة بن
_________
(١) هو شأس بن نهار بن الأسود العبدي، شاعر جاهلي قديم، عده ابن سلام من طبقة شعراء البحرين. انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٧٤، الشعر والشعراء ١/ ٢٠٥.
(٢) انظر: مجالس العلماء للزجاجي ٣٣٣.
(٣) الحجر ٥٤.
(٤) انظر: مجاز القرآن ١/ ٣٥٢، ١/ ١٥٢، ٢٨٧، أخبار النحويين البصريين ٢٢.
(٥) انظر: ديوانها ٢٩.
(٦) مجاز القرآن ١/ ٦٥.
(٧) هو أبو عمرو الهذلي، أحد الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة، وقد سمعه يقول في كلامه: «أكلوني البراغيث». وهي مسألة مشهورة عند النحويين. انظر: مجاز القرآن ١/ ١٠١، ٢/ ٢٣.