والبَطْنُ ذُو عُكَنٍ خَمِيصٌ لَيّنٌ | والنَّحْرُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ (١) |
تَبِيتُونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطُونُكُمْ | وَجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا (٢) |
وهذا الاستقصاء الدقيق لمعاني المخمصة في الشعر العربي، والمعنى المناسب منها لدلالة اللفظة في الآية الكريمة عليه حُسْنُ بَصَرٍ من الطبري رحمه الله بالتفسير والشعر معًا، بل إن شرحه لبيت النابغة أوفى من شرح شارح الديوان (٤).
بواعث الاستشهاد:
- قد يكون الباعث على الاستشهاد هو غموض دلالة اللفظة، كما فعل أبو عبيدة في تفسير الطلح في قوله تعالى: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩)﴾ [الواقعة: ٢٩] (٥)، حيث قال: «زعم المفسرونَ أَنَّهُ الموزُ، وأَمَّا العربُ فالطلحُ عندهم شَجَرٌ عظيمٌ، كثيرُ الشوك، وقال الحادي: (٦)
بَشَّرَهَا دَليلُها وقَالا | غَدًا تَرَيْنَ الطلحَ والحِبَالا (٧)» (٨). |
_________
(١) انظر: ديوانه ٦٦.
(٢) انظر: ديوانه ١٠٩.
(٣) تفسير الطبري (شاكر) ٩/ ٥٣٢ - ٥٣٣.
(٤) انظر: ديوان النابغة الذبياني ٩٢.
(٥) الواقعة ٢٩.
(٦) هو النابغة الجعدي كما في تفسير القرطبي ١٧/ ١٣٥.
(٧) ليس في ديوانه.
(٨) مجاز القرآن ٢/ ٢٥٠.