الذي يُصوِّرُ العاطفة (١).
(فالكلامُ) جنسٌ يدخل فيه كلُّ كلامٍ، من الشعر وغيره.
و(الوزنُ) يُخرِجُ ما ليس موزونًا من الكلام. والمراد بالوزن ما كان على بُحورِ الشعر العربي التي استخرجها الخليل بن أَحْمد (٢) من شعر العرب وهي خَمسة عشر بحرًا، تدارك الأخفش (٣) على الخليل واحدًا هو البحر السادس عشر وسَمَّاهُ المتدارك (٤).
و(المقفَّى) هو انتظام الشعر في قافية واحدة، وهي «الساكنان آخر البيت وما بينهما من الحروف المتحركة - إن وجدت - مع المتحرك الذي قبل الساكن الأول» (٥). مثال ذلك، قول امرئ القيس (٦):

قِفَا نَبْكِ من ذكرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الدخولِ فَحَوْمَلِ (٧)
فالقافية هي كلمة «حَوْمَلِ». حيث يشكل حرف الواو أقرب حرف ساكن لآخر حرف في البيت، مع ما قبله وهو حرف الحاء هنا.
_________
(١) انظر: أصول النقد الأدبي لأحمد الشايب ٢٩٨.
(٢) هو أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد بن عبدالرحمن الفراهيدي الأزدي البصري، (١٠٠ - ١٧٠ هـ)، له كتاب العين، والعروض، وغيرها، اخترع علم العروض، والمعجم، وهو أستاذ سيبويه في النحو رحمهما الله. انظر: أخبار النحويين البصريين ٥٤، إنباه الرواة ١/ ٣٧٦.
(٣) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة أوسط ثلاثة كلهم اشتهر بالأخفش، وإذا أطلق الأخفش دون وصف فهو المراد، روى كتاب سيبويه ونشره بين الناس، له كتاب معاني القرآن وغيره، وهو بصري المذهب في النحو. مات قبل سنة ٢١٥ هـ. انظر: إنباه الرواة ٢/ ٣٦، وبغية الوعاة ١/ ٥٩٠.
(٤) المعجم المفصل في علم العروض ٣٤٧.
(٥) العيون في القوافي ٢٣٨، والعروض والقافية لأمين سالم ١٢١.
(٦) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث، يلقب بذي القروح، وهو أشهر شعراء الجاهلية، وأجودهم شعرًا، مات مسمومًا عام ٥٤٠ م. ومن أكثر من احتج المفسرون بشعره. انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٥١، الشعر والشعراء ١/ ١٠٥.
(٧) انظر: ديوانه ٥٢.


الصفحة التالية
Icon