الشِّهابَ إذا أريد به أنه غيرُ القَبَسِ، فالقراءة فيه بالإضافة؛ لأَنَّ معنى الكلام حينئذ، ما بَيَّنَا من أنه شُعلَةُ قَبَسٍ، كما قال الشاعر (١):
في كفهِ صَعدةٌ مُثقفَةٌ | فيها سِنَانٌ كَشُعلةِ القَبَسِ (٢) |
ويقول الطبري: «ومعنى قولهم: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ [البقرة: ٢٥٩] (٤) لم تأت عليه السنون فيتغير، على لغة من قال: أَسْنَهْتُ عندَكُم، أَسْنَهُ، إذا قامَ سَنَةً، كما قال الشاعر (٥):
وليستْ بِسَنْهَاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ | ولكنْ عَرايَا في السنينِ الجوائحِ (٦) |
ومن الأمثلة كذلك قول القرطبي عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١)﴾ [يس: ٥١] (٨): «أي القبور.
وقُرئ بالفاء: (من الأَجْدَافِ) (٩)، ذكره الزمخشري (١٠). يقال: جَدَثْ
_________
(١) هو أبو زبيد الطائي.
(٢) انظر: ديوانه ١٠٥.
(٣) تفسير الطبري (هجر) ١٨/ ٩.
(٤) البقرة ٢٥٩.
(٥) هو سويد بن الصامت الأنصاري، ويقال: أحيحة بن الجلاح.
(٦) الأمالي ١/ ٢١، سمط اللآلي ٣٦١.
(٧) تفسير الطبري (شاكر) ٥/ ٤٦١.
(٨) يس ٥١.
(٩) أنكرَ بعضُهم جَمع أجداف، وذكروا أنه لم ينقل عن العرب، وذهب آخرون إلى أن الفاء والثاء تتعاقبان على الموضع الواحد، وذهب السهيلي إلى أنه بالفاء أصلٌ. انظر: البحر المحيط ٧/ ٣٢٥، معجم القراءات للخطيب ٧/ ٤٩٩.
(١٠) انظر: الكشاف ٤/ ٢٠.