وهو مسبوق في الاستشهاد بهذا الشاهد، فقد سبقه إليه ابن عباس رضي الله عنهما.
وأما الضحاكُ فلم يُرو عنهُ إِلَّا روايات قليلة، منها في تفسير قوله تعالى: ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨)﴾ [الواقعة: ١٨] (١) قال: الأكوابُ جِرَارٌ ليس لها عُرًى، وهي بالنبطيةِ كوبَا، وإياها عنى الأعشى بقوله:
صَريفيَّةً طَيِّبًا طَعمُهَا | لَهَا زَبَدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ (٢) |
لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي | مَفَاقِرَهُ أَعفُّ من القَنُوعِ (٤) |
عَلى مُكْثِريهِمْ حَقُّ مَنْ يَعْتَرِيْهِمُ | وعندَ المُقِلِّينَ السَّمَاحَةُ والبَذْلُ (٦) |
_________
(١) الواقعة ١٨.
(٢) البيت في ديوانه ١٧، انظر: تفسير الطبري (هجر) ٢٢/ ٢٩٧.
(٣) الحج ٣٦.
(٤) انظر: ديوانه ٢٢١، والمصنف ١٠/ ٤٧٥، والدر المنثور ١٠/ ٥٠٨.
(٥) هو زهير بن أبي سلمى.
(٦) انظر: ديوانه ١١٤، الدر المنثور ١٠/ ٥٠٨.
(٧) انظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٧٧، تذكرة الحفاظ ١/ ١٢٣، طبقات المفسرين للداودي ٢/ ٤٤.
(٨) انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٦١، وإنباه الرواة ٣/ ٣٥.