العرب في تلك الطبقة المتقدمة، مما يعني إحالة الناس إلى ما يعلمون عندما يحالون إلى شواهد الشعر العربي.
٣ - استشهاد التابعين بأشعار المعاصرين. وذلك أن العصر عصر فصاحة وسليقة، ولم تختلط الألسن بالعجمة اختلاطًا واسعًا. ولذلك يحتج عكرمة بشعر ثابت بن عبدالرحمن بن كعب وهو معاصر له، حيث توفي سنة ١٠٠ هـ (١). كما في تفسير قوله تعالى: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨)﴾ [الرحمن: ٤٨] (٢) قال عكرمةُ: ظِلُّ الأغصان على الحيطان (٣)، وفي رواية: ذواتا ظِلٍّ وأغصان، ألم تسمع إلى قول الشاعر (٤):
مَا هَاجَ شَوقَكَ مِنْ هَدِيلِ حَمَامةٍ | تَدعُو عَلى فَنَنِ الغُصُونِ حَمَامَا |
تَدعو أَبا فَرْخَينِ صَادفَ ضَاريًا | ذَا مِخْلَبَيْنِ مِن الصُّقُورِ قَطَامَا (٥) |
٤ - اعتماد المفسرين على تفسير التابعين واستشهاهم لصحته بالشعر. وذلك أن تفسير التابعين يأتي في المرتبة التالية لتفسير الصحابة رضي الله عنهم. فإذا أجمع التابعون على تفسير كان اتباعهم في ذلك واجبًا (٧).
_________
(١) انظر: الشعر والشعراء ٢/ ٦٣٠، معجم الشعراء ٤٧.
(٢) الرحمن ٤٨.
(٣) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٢٢/ ٢٤٠.
(٤) هو ثابت بن كعب الملقب بقُطْنَة، والبيتان مع ثالث في الأغاني ١٤/ ٢٦٢.
(٥) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٢٢/ ٢٤٠، إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٦٥، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٢٥
(٦) لسان العرب ١٠/ ٣٣٧ (فنن).
(٧) انظر: مقدمة التفسير لابن تيمية ١١٤.