يُقَدِّم المفسرُ قبل الشاهد بذكر المناسبة التي قاله الشاعر فيها لخفي معنى الشاهد على القارئ.
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري: «ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي في صفةِ فَرَسٍ.... » (١)، وقوله: «واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي الرمة في صفةِ نَارٍ نَعَتَها.... » (٢)، وقوله: «كما قال الأعشى في صفة امرأَةٍ انتسبت إلى قومٍ.... » (٣)، وقوله:
«ومنه قول الأخطل في هجاء جرير | » (٤)، وغير ذلك. (٥) |
ومِنَّا مُنْسِي الشهورِ القَلَمَّس» (٦).
فأشار إلى أنه قيل هذا البيت في مُنَافِرةٍ، والمُنافرةُ المُفَاخرةُ والمُحَاكمَةُ، وذلك أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثُمَّ يُحكِّمَا بينهما رجلًا (٧).
- وقد يُبَيّنُ المفسرُ مع نسبة الشاهد لقائله زَمَنَ قول هذا الشاهد من الشعر. ومن ذلك قول ابن عطية: «وقيل: الرعدُ اسمُ الصوت المسموع، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا هو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته:
فَجَّعَنِي الرَّعدُ والصواعقُ بالفـ | ـارسِ يومَ الكَريهةِ النَّجِدِ (٨) |
(١) تفسير الطبري (شاكر) ٤٤٨ - ٤٤٩.
(٢) المصدر السابق ٩/ ٤١٩.
(٣) المصدر السابق ٩/ ٢٠.
(٤) المصدر السابق ٦/ ٥٠٠.
(٥) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ٢/ ٥٤٠، ٥٤٣، ٣/ ٢٦، ٤٩٠.
(٦) تفسير الطبري (شاكر) ١٤/ ٢٤٩.
(٧) انظر: لسان العرب ١٤/ ٢٣٢ (نفر).
(٨) المحرر الوجيز ١/ ١٣٤ - ١٣٥.