ومن ذلك أن الطبري عند تفسيره قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ [البقرة: ١٤٣] (١)، وذكر أن بعض المفسرين قد فسَّر «العلمَ» بِمعنى «الرؤية» فقال: «وقال بعضهم: إنما قيل ذلك من أجل أنَّ العربَ تضعُ «العلمَ» مكان «الرؤية»، و «الرؤية» مكان «العلم»... كما قال جرير بن عطية:
| كأَنَّكَ لم تشهدْ لَقِيطًا وحَاجِبًا | وعَمرَو بنَ عمرٍو إذْ دعَا يالَ دَارِمِ (٢) |
ومن أمثلة ذلك أن القرطبي عند تفسيره قوله تعالى: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: ٥٠] (٤) ذكر أن من معاني التغريق القتل، فقال: «والتَّغْريقُ: القتلُ، قال الأعشى:
.......................... أَلا ليتَ قَيسًا غَرَّقتهُ القَوابِلُ (٥)
وذلك أَنَّ القابلةَ كانت تُغَرِّقُ المولودَ في ماء السَّلَى عام القَحْطِ،
_________
(١) البقرة ١٤٣.
(٢) رواية الديوان: «إذْ دعوا». ولقيط هو ابن زرارة الذي قتل يوم جبلة، وأسر في ذلك اليوم حاجب بن زرارة، وعمرو بن عمرو بن عدس الدارمي. انظر: ديوانه ٢/ ١٠٠٤.
(٣) تفسير الطبري (شاكر) ٣/ ١٦٠.
(٤) البقرة ٥٠.
(٥) عجز بيت، وصدره: أَطَورينِ في عَامٍ غَزَاةٌ ورِحْلَةٌ... انظر: ديوانه ٢٣٣.