ومن الأمثلة عند القرطبي أنه أورد بيت ذي الرمة:
| إذَا غَرِقَتْ أَرْبَاضُها ثَنْيَ بَكْرَةٍ | بِتيهَاءَ لَم تُصْبِحْ رَءُومًا سَلُوبُها (١) |
فالمفسرون وأصحاب الغريب، كانوا يشرحون المفردات الغامضة في الشواهد الشعرية بإيجاز، ويكون ذلك ببيانها بمرادفها المشهور أو نحو ذلك، من غير توسع، وإنما بقدر الحاجة.
٢ - بيان اشتقاق المفردة.
ربما عرض المفسرون في شرحهم للشاهد من الشعر لبيان اشتقاق المفردة في الشاهد وهو قليل في كتب التفسير.
ومن الأمثلة قول ابن عطية: «وأَمَّا ثُبَةُ الحَوضِ وهي وسطهُ الذي يثوب الماءُ إليه، فالمَحذوف منها العينُ، وأَصلُها ثَوبَةٌ، وتصغيرها ثُوَيْبَةٌ، وهي من ثَابَ يَثُوبُ، وكذلك قال أبو علي الفارسي في بيت أبي ذؤيب:
| فلمَا جَلاها بالأَيَامِ تَحيَّزَتْ | ثُباتٌ عليها ذُلُّهَا واكتئَابُها |
ومن الأمثلة أن القرطبي بعد أن أورد قول الشاعر:
| أَقبلَ سيلٌ جاءَ مِن أمرِ الله | يَحْرِدُ حَرْدَ الجنَّةِ المُغلَّهْ |
_________
(١) انظر: ديوانه ٢/ ٧٠١.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١/ ٣٨٩.
(٣) المحرر الوجيز ٤/ ١٧٢.