حذف» (١). ثُمَّ لم يشرحه بعد ذلك (٢).
ومثله قول ذي الخِرَقِ الطُّهَويّ يصف ذئبًا أراد أن يثب على ناقته:
| حَسبتَ بُغَامَ راحلتي عَنَاقًا | وما هِيَ وَيْبَ غَيْرِكَ بالعَنَاقِ (٣) |
ومن الأمثلة كذلك عند الطبري أنه فسَّر قولَ جرير:
| أَعطوا هُنيدةَ يَحدُوها ثَمانيةٌ | ما في عَطائهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ (٥) |
وقال في شرحه في الموضع الثاني: «يعني بالسَّرِفِ: الخَطأَ في العَطيَّةِ» (٧). ومثله في الموضع الثالث قال: «يعني أنه ليس فيه نقص ولا خطأ» (٨).
وقد شرحه محمد بن حبيب شارح ديوان جرير بمثل شرح ابن جرير الطبري فقال: «السَّرَفُ: الخطأُ والإعطاءُ في غير وجهه، يقال: أردتُ بني فلانٍ فَسَرِفْتُهُم، أي: أَخطأَتُهُم» (٩).
ومن أمثلة ذلك عند ابن عطية عما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الأنعام: ١٠٤] (١٠) قال: «والبصائر: جمع بصيرة، وهي ما يتفق عن تحصيل العقل للأشياء المنظور فيها بالاعتبار...
_________
(١) المصدر السابق ١٢/ ٢٣١.
(٢) المصدر السابق ٢٢/ ٢٠٨.
(٣) نسبه الطبري للطهوي كما في تفسيره (هجر) ٣/ ٧٧.
(٤) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٢/ ٢٦٥، ٥٩١، ٣/ ٧٧، ٦/ ٥٣، ١٤/ ٤٤٧.
(٥) انظر: ديوانه ١/ ١٧٤.
(٦) تفسير الطبري (هجر) ٦/ ٤٠٩.
(٧) تفسير الطبري (هجر) ٩/ ٦١٨.
(٨) تفسير الطبري (هجر) ٢٤/ ٥٢٢.
(٩) شرح ديوان جرير ١/ ١٧٤.
(١٠) الأنعام ١٠٤.