وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣)} [الزمر: ٣٣] (١). وكما قال الشاعر (٢):
| فإِنَّ الذي حانَتْ بِفَلجٍ دماؤُهُم | هُمُ القومُ كُلُّ القومِ يا أمَّ خالدِ (٣) |
وقد كانت ردود الطبري على أبي عبيدة في فهمه لمعاني القرآن بسبب عدم عناية أبي عبيدة بتفسير السلف، واعتماده فيما يفسر على اللغة والشعر، ومن ذلك قول الطبري: «وقد زعم أيضًا بعض من ضعفت معرفته بتأويل أهل التأويل، وقلَّت روايته لأقوال السلف من أهل التفسير، أنَّ الرحمنَ مَجازهُ: ذو الرَّحمةِ، والرحيمَ مَجازهُ الرَّاحمُ، ثم قال: قد يقدرون اللفظين من لفظٍ، والمعنى واحد، وذلك لاتساع الكلام عندهم. قال: وقد فعلوا مثل ذلك فقالوا: نَدْمَانُ ونَدِيْمُ، ثم استشهد ببيت برج بن مسهر الطائي:
| ونَدمانٍ يزيدُ الكأسَ طيبًا | سَقَيتُ إذا تغوَّرَتِ النُّجومُ (٥) |
(١) الزمر ٣٣.
(٢) هو الأشهب بن رميلة..
(٣) انظر: شعراء أمويون ٢٣١، الحماسة البصرية ٢/ ٧٥٥، أمالي بن الشجري ٣/ ٥٧، خزانة الأدب ٢/ ٥٠٩
(٤) تفسير الطبري (شاكر) ١/ ٣٢٠ - ٣٢١، وانظر: ١/ ٤٣٢، تفسير الطبري (هجر) ٢/ ٤٧١.
(٥) انظر: ديوان الحماسة ٣٨٣، شرح الحماسة للمرزوقي ٣/ ١٢٧٢، ونُسِبَ لعمرو بن شأس الأسدي.