بفتحِ القاف» (١). في حين ذكر الأزهري أن بيت ابن الرقيات «يُروى بالفتح والكسر نَقَموا ونَقِموا» (٢)، ونقلَ الأزهري عن الزجاج قوله: «يُقالُ: نَقَمْتُ على الرجل أَنْقِمُ، ونَقِمْتُ عليه أَنْقَمُ، والأجودُ نَقَمْتُ أَنْقِمُ، وهو الأكثر في القراءة». (٣) فربما يكون ابن عطية لم يسمع برواية الكسر، وأنها لغة كما قال الكسائي: «نَقِمْتُ بالكسر لغة» (٤).
وقد أورد ابن عطية الشاهد هنا لتقوية القراءة الشاذة، والذي يعنيني هنا هو حرص ابن عطية على ضبط الشاهد بالعبارة، حتى لا يدخل الوهم على القارئ، حيث ذكر أن جميع العلماء أنشد هذا البيت بفتح القاف، وهو كما قال (٥). والشواهد الشعرية المحتملة للتصحيف قليلة في كتب التفسير، ولم أصادف إلا القليل من الأمثلة.
_________
(١) المحرر الوجيز (قطر) ٦/ ٤١.
(٢) تهذيب اللغة ٩/ ٢٠٢، لسان العرب ١٤/ ٢٧٢ (نقم).
(٣) تهذيب اللغة ٩/ ٢٠٢.
(٤) انظر: الصحاح ٥/ ٢٠٤٥.
(٥) انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٥٣٣، البيان والتبيين ٣/ ٣٦١، الشعر والشعراء ١/ ٥٢٤، الأغاني ٤/ ٩٣، ١٥٩، اللآلي ١/ ٢٩٥، شرح نهج البلاغة ٢/ ٢٠٨، شرح شواهد المغني ٢١١، خزانة الأدب ٧/ ٢٨٩.