عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢)} [فصلت: ٢٢] (١)، على أَنَّ الجوارح تشهد على الإنسانِ بما عمل، وهي قول الشاعر (٢):
العمرُ ينقصُ والذنوبُ تزيدُ | وتُقَالُ عَثراتُ الفَتَى فَيَعُودُ |
هل يَستطيعُ جُحودَ ذَنبٍ واحدٍ | رَجُلٌ جَوارِحُهُ عليهِ شُهُودُ |
والمرءُ يُسألُ عَن سَنيهِ فيَشتَهي | تَقلِيلَها وعَن المَماتِ يَحِيدُ (٣) |
يقولونَ لي دارُ الأَحبةِ قد دَنتْ | وأَنتَ كئيبٌ إنَّ ذا لعجيبُ |
وما تغني ديارٌ قريبةٌ | إذا لم يكن بين القلوب قريبُ |
فكم من بعيد الدار نال مراده | وآخر جار الجنب مات كئيب» (٦) |
_________
(١) فصلت ٢٢.
(٢) هو عبد الله بن عبد الأعلى الشامي.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢٣٠.
(٤) التوبة ٢٣.
(٥) المائدة ٥١.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٦٠ - ٦١، والأبيات غير معروفة القائل.
(٧) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبدالملك القُشَيْرِيُّ النيسابوريُّ الصوفي (٣٧٥ - ٤٦٥ هـ)، كان زاهدًا وَرِعًا، اشتغل بالتفسيرِ وصنَّفَ فيه كتبًا منها لطائف الإشارات. انظر: تاريخ بغداد ١١/ ٨٣، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٢٧.