من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدةُ الأُوْلَى: ثُبوتُ الحمد الكامِل لله عزَّ وجلَّ في قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ إلى آخِرِه.
الفائِدةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ هذا الحَمْدَ الذي ثبَت له هو أَهْل له؛ لقوله تعالى: ﴿لِلَّهِ﴾؛ لأنَّ اللَّام -كما تَقدَّم- للاستِحْقاق والاختِصاص.
الفائِدةُ الثَّالِثَةُ: ثناء الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى على نَفْسه لأَجْل مَصلَحة العِباد؛ لأننا نحن لا نَستَطيع أنَّ نُثنيَ على الله أو نُحصيَ ثَناءً عليه؛ فإذا حَمِد الله نَفْسَه فهذا من مَصلَحَتِنا؛ لأَنه يُعلِّمنا عزَّ وجلَّ كيف نَحمَده، وكيف نُثنِي عليه؛ وهو أهلٌ لأن يَمدَح نَفْسَه عَّزَّ وَجَلَّ ويُثنِيَ عليها لمَصلَحة عِباده، وإلَّا فهو في غِنَى عن كونه يُظْهِر لنا من صِفات الكَمال ما يُظْهِر، ولكن هذا من أَجْل مَصلَحَتنا.
وهذه الفائِدةُ قد تكون مَبنِيَّة على سُؤال مُقدَّر: كيف يُثنِي الله تعالى على نَفْسه؟ وهل مَدْح الشَّخْص نَفْسَه يُعتبَر مَنقَبةً أم لا؟
فالجوابُ: أن يُقال: إنَّ الله تعالى يَمدَح نَفْسَه لا لحاجته إلى أن نُثنِيَ عليه أو أَنْ نَعرِف كماله؛ لأَنَّه الكامِلُ، لكن من أَجْل مَصلَحَتِنا، إذ إننا لا نُحصي ثَناءً عليه، ولا نَعرِف ماذا نُثنِي به عليه إلَّا عن طريق وَحْيه.
الفائِدةُ الرَّابِعَةُ: عموم مُلْك الله تعالى؛ في قوله عزّ وجلَّ: ﴿الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ وهنا حَمِد نَفْسَه على عُموم مُلْكه، وقد يَحمَد نَفْسَه على فِعْله مِثْل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [الأنعام: ١]، وقد يَحمَد نَفْسه على شَرْعه، مِثْل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾... ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: ١]، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى