للناس؛ لأن الناس يَسمَعونه ولكن من حيث ظُهور حُكْمه، ولكِنْ كثير من الناس -ولا سِيَّما مَنِ اعتاد الحَلِف بغير الله- يَظُنُّون أن الحَلِف بغير الله تعالى ليس به بَأس.
وهناك شِرْك ظاهِر أنه شِرْك، وظاهِر للناس أيضًا، كعِبادة الأصنام، فكُلُّنا يَعرِف أنها شِرْك، لكن من المُشرِكين مَن يَتعلَّل بأن هذه الأصنامَ يُريد بها أن تَكون شُفَعاءَ، لا أنها هي نَفسُها تَنفَع أو تَضُرُّ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن النَّدَم عند رُؤْية العَذاب لا يَنفَع؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، فلَمْ يَنتَفِعوا بإظهار النَّدامة، ولا بإِسْرارها في نُفوسهم أيضًا، أمَّا النَّدَم قبل رُؤية العذاب فهو تَوْبة، إذا أصلَح العمَل تاب الله عليه.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن من جُملة ما يُعذَّب به هؤلاءِ: أنَّ أيدِيَهم تُغَلُّ في أعناقهم؛ لقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: بَلاغة القُرآن، حيث يَدُلُّ على المَعنَى باختِصار ووضوحٍ فهنا قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ولم يَقُلِ: الذين استُضعِفوا، أو الذين استكْبَروا. بل قال الذين كفَروا؛ ليَعُمَّهم وَيعُمَّ غيرَهم أيضًا ممَّن كان كافِرًا.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أن الله عَزَّ وَجَلَّ لا يَظلِم أحَدًا؛ لقوله تعالى: ﴿هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أن الجَزاء من جِنْس العمَل، فيُجازَى الإنسان بمِثْل عمَله تمامًا، وقد بَيَّن الله تعالى في آيات أُخَرَ أن الحسَنة بعَشْرة أمثالها إلى سَبْع مِئة ضِعْف، وأن السَّيِّئة لا يُجزَى الإنسان إلَّا مِثلها فقَطْ.