من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدةُ الأُوْلَى: أنَّ الكافِرين الذين كفَروا برسول الله - ﷺ - كانوا يُقرُّون بالله تعالى، تُؤخَذ من قوله تعالى: ﴿أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾.
الفائِدةُ الثَّانِيَةُ: بَيان قُبْح الافْتِراء على الله تعالى، حتى إنَّ الكافِرين يَستَقْبِحونه؛ لقوله تعالى: ﴿أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾.
الفائِدةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ أَعْداء الرُّسُل، بل أَعداء دَعوة الرُّسُل؛ يَكيلون السَّبَّ والقَدْح والعَيْبَ؛ لمِا جاءَت به الرُّسُل أو للرُّسُل ولمِا جاؤُوا به؛ لقوله تعالى: ﴿أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ﴾ ومَعلوم أنَّ كلام الكاذِب وكلام المَجنون ليس بمَقبول، فهُمْ يَأتون بعِبارات التَّشويهِ والتَّقبيح؛ حتى لا يُقبَل الحقُّ.
وهذا جارٍ إلى وَقْتنا هذا؛ لأنَّ أعداء دَعْوة الرُّسُل لا يَزالون إلى يوم القِيامة، ولكن على أَتْباع الرُّسُل أن يَصبِروا، وألَّا يُثنِيَ عَزْمَهم مِثْلُ هذا الكلامِ؛ لأنهم على حَقٍّ، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: ٧٩].
الفائِدةُ الرَّابِعَةُ: بَيان أن الله تَكفَّل ببَيان الحَقِّ وإظهاره وإِبْطال الباطِل وانْدِحاره؛ لقوله تعالى: ﴿بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ﴾.
الفائِدةُ الخَامِسَةُ: أن الكُفْر يُوجب عدَمَ قَبول الحقِّ والاهتِداء به، من قوله تعالى: ﴿فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ﴾ و (في) للظَّرْفية، ومَعناه: أنَّ الضَّلال محُيطٌ بهم من كل جانِب؛ ولهذا قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الأنعام: ١١٠]، فإذا لم يُؤمِن الإنسان بالحَقِّ بَقِيَ في ضَلال، والشَّواهِد على هذا كثيرةٌ؛ استَمِعْ إلى مِثْلِ هذه الآيةِ وإلى