عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي ﷺ فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة فإنه ليس نبي إلا يأتيه ملك من عند ربه بالرسالة أو١ بالوحي، فمن صاحبك؟ قال: "جبريل عليه السلام"، قالوا: ذاك الذي نزل بالحرب وبالقتال ذاك عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك فأنزل الله عز وجل ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل﴾ الآية إلى قوله: ﴿لِلْكَافِرِين﴾.
قلت: أخرجه أحمد٢ والترمذي٣ والنسائي٤ من هذا الوجه٥ وفي أول الحديث إنا نسألك عن خمسة أشياء وذكرها في سياقه وهي علامة النبي، وكيف تُؤنث المرأة وتذكر، وعما حرم إسرائيل على نفسه، وعن الرعد، وآخرها من صاحبك من الملائكة؟ الحديث.
وعند أحمد أيضا٦ وعبد بن حميد٧ والطبري٨ من طريق شهر بن حوشب٩ عن ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود رسول الله ﷺ فقالوا: يا أبا
٢ انظر "المسند" "١/ ٢٧٤" ونقله ابن كثير "١/ ١٣٠".
٣ في كتاب التفسير، سورة الرعد من جامعه "٥/ ٢٧٤" "٣١١٧" وقال: "حسن غريب".
٤ في الكبرى في كتاب "عشرة النساء" كما في "تحفة الأشراف" للمزي "٤/ ٣٩٤" في مسند ابن عباس وأشار إليهما ابن كثير.
٥ وكذلك ابن أبي حاتم في التفسير "ص٢٨٨" "٩٥٨".
٦ انظر "المسند" "١/ ٢٧٨" و"٢٥١٤" من طبعة شاكر و"مرويات الإمام أحمد في التفسير" "١/ ٨١-٨٢" والأسئلة فيه مجموعة قبل الجواب عليها.
٧ في تفسيره كما صرح ابن كثير "١/ ١٢٩"، ولم أجده في "المنتخب من مسنده".
٨ "٢/ ٣٧٧" "١٦٠٥" وحكم عليه الشيخ أحمد شاكر بأن إسناده صحيح والأسئلة فيه مجموعة كالمسند.
٩ قال في "التقريب" "ص٢٦٩": "صدوق، كثير الإرسال والأوهام" "وقد روى عنه الخمسة والبخاري في الأدب المفرد. وانظر "الكاشف" للذهبي "٢/ ١٤" "٢٣٣٦" وفيه أن رواية مسلم عنه مقرونة، وثم بحث مستفيض عنه في كتاب "شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال" للأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي "ص٧-١٨" فانظره فإنه مهم.