وقال عبد الرزاق في "تفسيره"١ عن معمر عن قتادة: قالت اليهود: إن جبريل يأتي محمدا وهو عدونا لأنه ينزل بالشدة والحرب والسنة٢، وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب، فقال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل﴾ الآية.
وأخرج الطبري٣ من طريق القاسم بن أبي بزة يهودا سألوا النبي ﷺ من صاحبك الذي ينزل عليك بالوحي قال: "جبريل"، قالوا: فإنه عدونا لا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال فنزلت٤.
وفي "صحيح البخاري"٥ عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه أنه سأله عن أشياء فقال: "أخبرني بهن جبريل آنفا"، قال: جبريل؟ قال: "نعم" قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، هكذا في هذه الطريق من قول عبد الله بن سلام وهي قصة غير التي في حديث ابن عباس٦.
وأسند الواحدي٧ من طريق علي بن مُسْهر والطبري٨ من طريق ربعي بن عُلية وهو أخو٩ إسماعيل عن داود بن أبي هند١٠ عن الشعبي١١ قال: نزل عمر
٢ قال في "القاموس" في مادة سنو -"ص١٦٧٣": "والسنة: الجدب والقحط".
٣ "٢/ ٣٨٠" "١٦٠٧" من تفسير سنيد وفي النقل تصرف، وذكره ابن كثير "١/ ١٣٠".
٤ الأثر منقطع والقاسم ثقة يروي عن التابعين انظر "التهذيب" "٨/ ٣١٠".
٥ في كتاب التفسير، سورة البقرة باب قوله: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل﴾ "الفتح" "٨/ ١٦٥".
٦ وقد بين المؤلف في "الفتح" أن قصة عبد الله بن سلام ليست سبب النزول فانظر ما قال.
٧ "ص٢٧-٢٨".
٨ "٢/ ٣٨١-٣٨٢" "١٠٦٨".
٩ في الأصل: أبو. وهو تحريف، وربعي ثقة صالح كما في "التقريب" "ص٢٠٥".
١٠ أي: كلاهما عنه.
١١ أورد ابن كثير هذا الحديث "١/ ١٣١" من طريق داود هذا ومجالد الآتي عن الشعبي وقال: "وهذان الإسنادان يدلان على أن الشعبي حدث به عن عمر، ولكن فيه انقطاع بينه وبين عمر فإنه لم يدرك زمانه".
وذكره السيوطي في "اللباب" "ص٢٢" وفي "الدر" "٢٢٢-٢٢٣" وزاد نسبته إلى ابن شيبة في "المصنف" وإسحاق بن راهوية في مسنده ثم قال: "صحيح الإسناد" ولكن الشعبي لم يدرك عمر وانظر "مشاهير علماء الأمصار" لابن حيان "ص١" وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الطبري.