﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل﴾.
وأخرجه ابن أبي حاتم١ من طريق عبد الرحمن الدشتكي٢ عن حصين عن ابن أبي ليلى مختصرا ولفظه: إن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهْ﴾ إلى ﴿لِلْكَافِرِين﴾ قال: فنزلت على لسان عمر٣.
قلت: وهذا غريب إن ثبت فليضف إلى موافقات عمر٤، وقد جزم ابن عطية بأنه ضعيف، ولم يبين جهة ضعفه٥، وليس فيه إلا الإرسال.
ثم قال الواحدي٦: قال ابن عباس: أن حبرا من أحبار اليهود من "فدك" يقال

١ "١/ ١/ ٢٩١" "٩٦٧".
٢ سقط هنا من الأصل بعد الدشتكي: "أنبأ أبو جعفر".
٣ وبمثل هذا اللفظ رواه الطبري "٢/ ٣٩٥" "١٦٣٥" بسند يتصل بحصين.
٤ وقد ضم الإمام السيوطي "ت٩١١" هذه إلى موافقاته فقال في منظومته "قطف الثمر في موافقات عمر" التي أوردها في كتابه "الحاوي" "٢/ ٨١٣".
وذكر جبريل لأهل الغدر وآيتين أنزلا في الخمر
وهي في "١٩" بيتًا فانظرها وانظر شرحها "الدر المستطاب في موافقات عمر بن الخطاب، وأبي بكر وعلي أبي تراب" للشيخ العلامة حامد العمادي مفتي دمشق "١١٠٣-١١٧١" وعن البيت المذكور انظر: "الورقة ٢٨ب وما بعدها".
وهذا الكتاب من محفوظات مكتبة الأوقاف المركزية ببغداد.
٥ الذي في "المحرر الوجيز" "١/ ٤١٠": "هذا الخبر ضعيف من جهة معناه" وقد نقل عنه أبو حيان في "البحر" "١/ ٣٢٣" واقتصر على قوله: ضعيف -ومثله في "روح المعاني" للآلوسي "٢/ ٣٣٤"- ولعل ابن حجر اقتصر نظره على نقل أبي حيان، ولو رأى قول ابن عطية كاملًا لعبر بوجه آخر، وقد تكون نسخته من "المحرر" خلت من ذلك.
٦ "ص٢٨". وفي "فتح الباري" "٨/ ١٦٦" قال: حكى الثعلبي عن ابن عباس وأورده وبهذا ينكشف مصدر الواحدي.


الصفحة التالية
Icon