وكثرة الأخبار الواردة في هذه القصة.
وقال أبو حيان في تفسيره الكبير الذي سماه "البحر"١: "وقد ذكر المفسرون في قراءة من قرأ الملكين بفتح اللام قصصا تتضمن أن الملائكة تعجبت من بني آدم" فذكر قصة ملخصة إلى أن قال وكل هذا لا يصح منه شيء، والملائكة معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولا يصح أن رسول الله ﷺ كان يلعن الزهرة ولا ابن عمر" انتهى.
وليعتبر الناظر في كلام هؤلاء والعجب ممن ينتمي منهم إلى الحديث ويدعي التقدم في معرفة المنقول ويسمى عند كثير من الناس بالحافظ كيف يقدم على هذا النفي ويجزم به مع وجوده في تصانيف من ذكرنا من الأئمة بالأسانيد القوية والطرق الكثيرة والله المستعان٢.

= الطبري في "١/ ٣٤١" روى من طريق الحسن بن الفرات عن أبيه، قال: "كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فقال: الريح".
ومن نفس الطريق "١/ ٤٤٣": "كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق ماء".
وأبو الجلد، كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "٢/ ٥٤٧" "٢٢٧٥": "جيلان بن فروة أبو الجلد الأسدي البصري صاحب كتب التوراة ونحوها" ثم نقل عن أحمد أنه ثقة.
وهذا الطريق المذكور هنا من ثلاثة طرق أوردها الطبري، وقد ذكر عنه الشيخ أحمد شاكر أن رجاله ثقات، ولكن رواية فرات عن ابن عباس منقطعة، إنما هو يروي عن التابعين.
وإذا ثبت هذا فيحمل نهيه على السؤال عن الأحكام دون غيرها، كما حمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن نبي إسرائيل ولا حرج" على ما لم يعلم كذبه.
وانظر التفصيل في "الفتح" "٦/ ٤٩٨-٤٩٩" كتاب "أحاديث الأنبياء" باب ما ذكر عن بني إسرائيل. و"الفتاوى" لابن تيمية "١٣/ ٣٦٦-٣٦٧".
١ "١/ ٣٢٩".
٢ وقد كان للحافظ مثل هذا الموقف في قصة الغرانيق فقد قال في "الفتح" في كتاب التفسير، سورة الحج، "٨/ ٤٣٩":


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
".. لكن كثرة الطرق تدل على أن القصة أصلا وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته =