- وهذا وقد حج في سنة ٨١٥ ومعه زوجته١ ثم في سنة ٨٢٤ وهي آخر حجاته فسمع وأسمع٢.
- وفي سنة ٨٣٦ رحل إلى حلب بصحبة السلطان الأشراف والعسكر، فمر بدمشق وحمص وحماة، وزار القرى المجاورة لحلب، وفيها سمع وأسمع وأملى الحديث وألف عددًا من الكتب وتزوج امرأة من أهلها، استقدمها بعدُ إلى القاهرة، ولولا ضيق المجال لتوسعت في تفاصيل هذه الرحلة ففيها فوائد جمة، وهي توضيح لنا جانبًا من حياة ابن حجر في حبه للعلم وانصرافه له وحفظه الوقت والقيام بجلائل الأعمال، وعدم الاستنكاف من طلب العلم وهو في الثالثة والستين من العمر! وهذه الرحلة هي آخر رحلاته٣.
٤- شيوخه:
تلقى ابن حجر العلم عن كثيرين، وقد خصص لشيوخه كتابه المسمى "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" قال في مقدمته٤: "إن كثيرًا من سلف المحدثين اعتنوا بجمع أسامي مشايخهم وتدوين أخبار كبارهم، فتغايرت مقاصدهم في الترجمة، فرأيت أن أحذوا حذوهم، وأسير تلوهم لأتذكر عهدهم، وأجدد لهم الرحمة بعدهم، فجمعت أسامي شيوخي على المعجم مرتبًا وقسمته على قسمين مهذبًا، فالأول مَنْ حملت عنه على طريق الرواية، والثاني من "حملت" عنه شيئًا على طريق الرواية،
٢ ذكر هذه الحجة في "فتح الباري" "٣/ ٤٤٨" وانظر "الجواهر" "١/ ٩١-٩٣" و"لحظ الألحاظ" لابن فهد "ص٣٣٥-٣٣٦" وقد كان من الآخذين عنه في هذه الحجة.
٣ انظر التفصيل في "الجواهر" "١/ ١١٦-١٣٣" وعد إلى آخر "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة" "ص٧٢" و"ابن حجر" للدكتور شاكر "١/ ١٠٤/ ١٠٥ و٣٦٧".
٤ "ص٢-٣".