والمراد بقوله "أفاض" أي: من جمع و"الناس" إبراهيم عليه السلام.
ثم أسنده عن الضحاك بن مزاحم كذلك١، ورجح الطبري الأول٢.
قلت: أخرج البخاري٣ من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال:
يطوف الرجل بالبيت الحديث وفيه ثم ليدفعوا من عرفات إذا٤ أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون٥ به ثم ليذكروا الله فيكبروا٦ قبل أن يصبحوا ثم يفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون٧ وقال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ من مزدلفة٨

١ انظر الرقم "٣٨٤٢" ورجال الخبر كلهم ثقات انظر تخريج أحمد شاكر وعزاه في "الفتح" "٣/ ٥١٧" إلى ابن أبي حاتم.
٢ "٤/ ١٩٠-١٩١ ".
٣ في كتاب التفسير "الفتح" "٨/ ١٨٧".
٤ في البخاري: فإذا.
٥ كذا في الأصل، وفي البخاري: يتبرر فيه، وقال الحافظ: "قوله: يتبرر: براءين مهملين أي: يطلب فيه البر"!
٦ النص في البخاري: ليذكروا الله كثيرًا، أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا، ثم أفيضوا.
٧ وتتمة الحديث: "حتى ترموا الجمرة".
٨ هنا في الأصل فراغ بمقدار ثلثي السطر ووضع الناسخ في الهامش: وهذا القول قاله ابن كثير "١/ ٢٤٢" من قبل، وللمؤلف كلام في "الفتح" على هذا الموضوع في شرح حديث جبير "٣/ ٥١٧" فانظره، وله كلام في شرح حديث عائشة أنقل منه: "وعرف برواية عائشة أن المخاطب بقوله تعالى: ﴿أَفِيضُوا﴾ النبي ﷺ والمراد به من كان لا يقف بعرفة، من قريش وغيرهم. وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الضحاك -وذكر ما تقدم ثم قال: "والأول أصح، نعم الوقوف، بعرفة موروث عن إبراهيم كما روى الترمذي وغيره من طريق يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفًا بعرفة فأتانا ابن مريع فقال: إني رسول الله إليكم، يقول لكم: "كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث إبراهيم" الحديث، ولا يلزم من ذلك أن يكون هو المراد خاصة بقوله: ﴿مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس﴾ بل هو الأعم من ذلك، والسبب فيه ما حكته عائشة رضي الله عنها. ثم بين معنى استعمال "ثم" فانظراه فإنه مهم.


الصفحة التالية
Icon