فإن كان حفظه فالطرق كلها صحيحة. وأخرج الإمام أحمد١ عن أبي كامل٢ عن حماد بن سلمة عن أبي غالب سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ قال: "هم الخوارج" ٣.
وأخرجه ابن أبي حاتم٤ وابن مردويه من طريق حميد الخياط عن أبي غالب عن أبي أمامة٥ كذلك.
وأصله عند الترمذي٦ وغيره٧ من حديث أبي أمامة وفيه قصة نصب رؤوس الخوارج على درج دمشق٨، وهذا من علامات النبوة، فإن الخوارج أول من
١ انظر "المسند" "٥/ ٢٦٢" مسند أبي أمامة الباهلي.
٢ في الأصل: "بابل" هكذا بدون تنقيط وأثبت ما في "المسند" وهو الصواب وأبو كامل هو مظفر بن مدرك الخرساني الحافظ روى عن حماد انظر "التهذيب" "١٠/ ١٨٣".
٣ وللحديث تتمة انظرها في "المسند".
٤ "٢/ ١/ ٦٠" "٩٦" وانظر "الدر المنثور" "٢/ ١٤٨".
٥ في الأصل: "سما، ووضع الناسخ عليه إشارة لحق، وفي الهامش:... ! " وصححته من تفسير ابن أبي حاتم" و"المعجم الكبير" للطبراني "٨/ ٣٢٥" "٨٠٤٦" و"السنن الكبرى" للبيهقي "٨/ ١٨٨".
٦ انظر "الجامع"، كتاب التفسير "٥/ ٢١٠" "٣٠٠٠" وقال: "هذا حديث حسن، وأبو غالب يقال اسمه: حزور، وأبو أمامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان وهو سيد باهلة".
٧ انظر من خرجه غير الترمذي فيما علقه الدكتور حكمت بشير ياسين على "تفسير" ابن أبي حاتم" "٢/ ١/ ٦٢" وكتابه "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "١/ ٢٥٩".
٨ روى البيهقي في "السنن الكبرى" كتاب "قتال أهل البغي"، باب الخلاف في قتال أهل البغي "٨/ ١٨٨" عن أبي غالب قال: "كنت بالشام فبعث المهلب ستين رأسًا من الخوارج، فنصبوا على درج دمشق وكنت على ظهر بيت لي، إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته، فلما وقف عليهم دمعت عيناه، وقال: سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم. ثلاثا كلاب كلب جهنم كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء، ثلاث مرات، خير قتلى من قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، ثم التفت إلي فقال: يا أبا غالب أعاذك الله منهم. قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم! قال: بكيت رحمة، رأيتهم كانوا من أهل الإسلام! هل تقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم؟ فقرأ ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب﴾ حتى بلغ ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ، وزيغ بهم، ثم قرأ ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾ إلى قوله: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم. قلت: من قبلك تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذًا لجريء، بل سمعته، لا مرة، ولا مرتين، حتى عد سبعا، ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليهم فرقة، كلها في النار إلا السواد الأعظم. قلت: يا أبا أمامة ألا ترى ما يفعلون؟ قال: عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم".
٢ في الأصل: "بابل" هكذا بدون تنقيط وأثبت ما في "المسند" وهو الصواب وأبو كامل هو مظفر بن مدرك الخرساني الحافظ روى عن حماد انظر "التهذيب" "١٠/ ١٨٣".
٣ وللحديث تتمة انظرها في "المسند".
٤ "٢/ ١/ ٦٠" "٩٦" وانظر "الدر المنثور" "٢/ ١٤٨".
٥ في الأصل: "سما، ووضع الناسخ عليه إشارة لحق، وفي الهامش:... ! " وصححته من تفسير ابن أبي حاتم" و"المعجم الكبير" للطبراني "٨/ ٣٢٥" "٨٠٤٦" و"السنن الكبرى" للبيهقي "٨/ ١٨٨".
٦ انظر "الجامع"، كتاب التفسير "٥/ ٢١٠" "٣٠٠٠" وقال: "هذا حديث حسن، وأبو غالب يقال اسمه: حزور، وأبو أمامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان وهو سيد باهلة".
٧ انظر من خرجه غير الترمذي فيما علقه الدكتور حكمت بشير ياسين على "تفسير" ابن أبي حاتم" "٢/ ١/ ٦٢" وكتابه "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "١/ ٢٥٩".
٨ روى البيهقي في "السنن الكبرى" كتاب "قتال أهل البغي"، باب الخلاف في قتال أهل البغي "٨/ ١٨٨" عن أبي غالب قال: "كنت بالشام فبعث المهلب ستين رأسًا من الخوارج، فنصبوا على درج دمشق وكنت على ظهر بيت لي، إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته، فلما وقف عليهم دمعت عيناه، وقال: سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم. ثلاثا كلاب كلب جهنم كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء، ثلاث مرات، خير قتلى من قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، ثم التفت إلي فقال: يا أبا غالب أعاذك الله منهم. قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم! قال: بكيت رحمة، رأيتهم كانوا من أهل الإسلام! هل تقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم؟ فقرأ ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب﴾ حتى بلغ ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ، وزيغ بهم، ثم قرأ ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾ إلى قوله: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم. قلت: من قبلك تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذًا لجريء، بل سمعته، لا مرة، ولا مرتين، حتى عد سبعا، ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليهم فرقة، كلها في النار إلا السواد الأعظم. قلت: يا أبا أمامة ألا ترى ما يفعلون؟ قال: عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم".