١٨٣- قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ الآية ١٨.
ذكر الثعلبي عن ابن الكلبي١ قال: قدم٢ حبران من أحبار الشام على النبي ﷺ فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم٣ الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه عرفاه بالصفة والنعت فقالا: أنت محمد؟ قال: "نعم" قالا: وأنت أحمد؟ قال: "أنا محمد وأحمد"، قالا: فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك قال: "سلا" قالا: فأخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله عز وجل فأنزل الله تعالى ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُو﴾ فأسلم الرجلان".
١٨٤- قوله تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ الآية١٩ ٤.
١- أخرج الطبري٥ من طريق الربيع بن أنس في هذه الآية قال: قال أبو العالية: ﴿بَغْيًا﴾ أي: طلبا للملك، قال الربيع: وذلك أن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين٦ حبرا من أحبار بني إسرائيل فاستودعهم التوراة، وجعلهم أمناء [عليه] ٧ كل حبر جزءا منه واستخلف موسى يوشع بن نون، فلما مضى القرن الأول

١ وعنه نقله الواحدي "ص٩٢" ولم يذكر الثعلبي، والاختلاف يسير.
٢ النص في الواحدي: "لما ظهر رسول الله ﷺ بالمدينة، قدم عليه حبران... ".
٣ ما بين الهلالين لم يرد في الواحدي، وإسقاطه أولى.
٤ في الأصل بدل الآية: "الحديث" ووضع الناسخ عليها: كذا فأثبت ما ترى.
٥ "٦/ ٢٧٧" "٦٧٦٧ و٦٧٦٩" وفي النقل تصرف.
٦ في الأصل: "لسبعين" ووضع الناسخ عليها: ط، وكتب في الهامش: "سبعين" وهو الصواب الموافق لما في الطبري.
٧ من الطبري.


الصفحة التالية
Icon