[له] ١ اثني عشر ولدا وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم، فتلقاه ملك، فقال له يعقوب: هل لك في الصراع؟ فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه، وغمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك وقال له: أما أني لو شئت أن أصرعك لصرعتك ولكني غمزتك هذه الغمزة؛ لأنك كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت آخر ولدك، وقد جعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا، فلما قدمها يعقوب أراد ذبح ولده، ونسي قول الملك، فقال: له قد وفيت بنذرك فدعه لا تذبحه.
تنبيه:
تقدم في أوائل البقرة في الكلام على قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ الآية٢ شيء يتعلق بقصة يعقوب في تحريمه لحوم الإبل وألبانها وأنه كان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فنذر إن شفاه الله أن يحرمهما، وبذلك جزم مقاتل بن سليمان٣، ينبغي أن يستحضر هنا.
٢١٤أ٤- قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ [الآية: ٩٦].
ذكر الثعلبي وتبعه الواحدي٥ وابن ظفر عن مجاهد: تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل؛ لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: مكة٦ أفضل فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة﴾ الآية.

١ زيادة مني.
٢ هي الآية "٩٧" فانظر ما سبق.
٣ "١/ ١٨٣".
٤ كرر الرقم سهوا، فميزته بـ: أ.
٥ "ص١١٠".
٦ في الواحدي: الكعبة.


الصفحة التالية
Icon