وأخرج ابن أبي حاتم١ من طريق ابن جريج قال: نزل قوله ﴿إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم﴾ ٢ فيما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة.
وأخرجها الطبري من هذا الوجه أتم منه٣.
وأخرج الطبري٤ من طريق أسباط عن السدي: قال نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِه﴾ الآية بعد الآيات المذكورة قال: فتقدم٥ إلى المؤمنين من

١ "٢/ ١/ ٤٥٦-٤٥٧" "١١١٢" من طريق ابن ثور وقد تكلم المحقق على السند "ص٢٨١" وفيه "علي بن المبارك" شيخ المؤلف لم يجد له ترجمة!
٢ في الأصل: بينكم ووضع الناسخ عليها "كذا" وهو من سهو المؤلف رحمه الله.
٣ إن كان يقصد رواية ابن جريج فلم أجدها في تفسيره ولم ينسبها السيوطي "٢/ ٢٨٧" إلى غير ابن أبي حاتم ولا ذكرها ابن كثير.
نعم روى عن عكرمة "٨/ ٨٢" "٧٥٨٩" قال: "فلما كان من أمر عائشة ما كان، فتثارو الحيان، فقال بعضهم لبعض: موعدكم الحرة! فخرجوا إليها، فنزلت هذه الآية: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً... ﴾ الآية، فأتاهم الرسول ﷺ فلم يزل يتلوها عليهم حتى اعتنق بعضهم بعضا، وحتى أن لهم لخنينا -يعني البكاء".
وعلق المحقق على هذا بقوله: "لم أجد ذكر هذا الخبر في كتاب، ولم أجد في كتب "أسباب النزول" أن هذه الآية نزلت في شأن عائشة رضي الله عنها، ولا ما كان يومئذ بين الأوس والخزرج. ولم يذكر ذلك أبو جعفر مصرحا في هذا الموضع، ولا ذكر ذلك في تفسير سورة النور... ".
قلت: ولو وقف على "العجاب" لما قال ما قال، وصدق من قال: "إنه لا يغني كتاب عن كتاب ولا تستجمع كل المحاسن في نقاب".
وفي إطلاقه هذا نظر أيضا فقد نقل ابن كثير "١/ ٣٨٩" قول عكرمة ولم ينسبه إلى مصدر، وهو أمامه!.
أقول هذا مع إني أرجح السبب الأول، فوضع هذا الفصل هنا يدل على إن ذلك حدث قبل أحد، ونزاع الأوس والخزرج في شأن السيدة عائشة متأخر وقد نزل في ذلك ما نزل في سورة النور.
٤ "٧/ ٦٧" "٧٥٥٠" وفي النقل تصرف أدى إلى هذا التكرار الذي جعلته بين هلالين.
٥ في الطبري: ثم تقدم إليهم، يعني إلى....


الصفحة التالية
Icon