ذات ليلة عند بعض أهله ونسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل، فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشرنا فقال: إنه لا يصلي أحد هذه الصلاة من أهل الكتاب فأنزلت ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ إلى قوله ﴿يَسْجُدُونَ﴾ ١.
سياق آخر: أخرج الطبري٢ من طريق منصور بن المعتمر٣: بلغني أنها نزلت في قوم يصلون فيما بين المغرب والعشاء. رجاله ثقات وهو مقطوع أو موقوف.
٢٢٦- قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ إلى قوله: ﴿وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [الآيتان: ١١٦-١١٧].
قال مقاتل بن سليمان٤: وهي نفقة سفلة اليهود على علمائهم ورؤسائهم كعب بن الأشرف وأصحابه.

١ قلت: لا بد من القول: أن الآيات النازلة توافق النبي ﷺ أو تخالفه، فإن قلنا: إنها توافقه فلا بد من تفسير "الكتاب" بالقرآن، وتفسير "أمة قائمة" بالمسلمين الذين كانوا ينتظرون خروج النبي للصلاة، وفي هذه الحالة سنبتعد عن السياق جدا، فنص الآية السابقة على هذه الآية -موضوع البحث-: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ يعني اليهود وبعدها: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ... ﴾ والضمير راجع إليهم أي: منهم من كفر بمحمد ومنهم من آمن.
وإن قلنا: إن الآيات تخالفه فسنقع في إشكال، فكأن الآيات -عندئذ- تنص على وجود طائفة من أهل الأديان قائمة يتلون آيات الله. إلخ وقد وعدوا الوعد الحسن وهم ليسوا بمسلمين!!!
٢ "٧/ ١٢٩" "٧٦٦٣" وابن أبي حاتم "٢/ ١" وزاد السيوطي "٢/ ٢٩٨" نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
٣ من رجال الستة مات سنة "١٣٢" انظر "الكاشف" "٣/ ١٥٦".
٤ "١/ ١٨٩" وفي النقل تصرف.


الصفحة التالية
Icon