لنا أمانا من أبي سفيان! يا قوم ارجعوا إلى قومكم قبل أن تقتلوا، فقال أنس بن النضر: يا قوم إن كان محمد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على دينكم وانطلق رسول الله ﷺ حتى أتى الصخرة فاجتمع عليه ناس فنزل في الذين قالوا: إن محمدا قد قتل ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾.
ومن طريق ابن إسحاق١ حدثني القاسم٢ بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري من بني عدي بن النجار أن أنس بن النضر مال إلى نفر من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله! فما تصنعون بالحياة بعده؟ موتوا على ما مات عليه، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل.
ومن طريق جويبر٣ عن الضحاك: لما انهزم الصحابة نادى مناد إن محمدا قتل فأنزل الله الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم٤ من طريق الربيع بن أنس نحوه.
وذكر مقاتل بن سليمان٥ نحوه ووقع في النسخة التي نقلت منها من رواية الهذيل أبي صالح عنه: "بشر بن النضر عم أنس" وهو تحريف وإنما هو أنس٦.

١ "٧/ ٢٥٦-٢٥٧" "٧٩٤٦" وفي النقل اختصار. وانظر "سيرة ابن هشام" "٢/ ٨٣".
٢ لم أجد له ترجمة وقد رجعت إلى "تهذيب الكمال" وفروعه و"التاريخ الكبير" للبخاري و"مشاهير علماء الأمصار"، نعم ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "٧/ ١١٣" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا وجاء فيه بياض بعد قوله: "روى عن"!.
٣ "٧/ ٢٥٧" "٧٩٤٧" وقد اختصره.
٤ "٢/ ١/ ٥٨١-٥٨٢" "١٥٥٤".
٥ "١/ ١٩٦".
٦ انظر عن هذا الصحابي الجليل ما رواه البخاري في "صحيحه"، كتاب "المغازي" باب غزوة أحد "الفتح" "٣٥٤-٣٥٥" وترجمته في "الإصابة" "١/ ٧٤" وترجمة أخته الربيع "٤/ ٣٠١".


الصفحة التالية
Icon