عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: ما نصر الله في موطن كما نصر في يوم أحد.
قال: فأنكرنا ذلك، فقال: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ والحس القتل ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ﴾ وإنما عنى بهذا الرماة، وذلك أن النبي ﷺ أقامهم في موضع ثم قال: احموا ظهرنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا، فلما انهزموا أكب١ الرماة في العسكر ينهبون، وانتشب العسكران -وشبك بين أصابعه- فدخلت خيل المشركين من ذلك الموضع، فضرب بعضهم بعضا وقتل من المسلمين ناس كثير، وصاح الشيطان: قتل محمد، وشكوا أنه حق فذكر قصة أبي سفيان. وأخرج أحمد٢ من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود قال: كان٣ النساء يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبرأ أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى نزلت الآية، فلما خالف الرماة٤ ما أمروا به "يعني
٢ في "مسنده" "١/ ٤٦٣"، وقد نقله ابن كثير "١/ ٤١٢" وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" في كتاب "المغازي" "٦/ ١١٠": "رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" وأورد قول ابن مسعود: "ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب رسول الله... " في كتاب "التفسير" وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وأحمد في حديث طويل -تقدم في وقعة أحد- ورجال الطبراني ثقات" وهو في كتاب "مرويات الإمام أحمد في التفسير" "١/ ٣١٠-٣١١".
٣ لفظ المسند: إن وكذلك نقله ابن كثير، وتصرف الحافظ هذا عور الطريق على من يريد كشفه في الفهارس إلا أن يقرأ الأصل، وفي هذا وجه إحسان رحمه الله.
٤ عبارة المسند: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.