الحسن عن قوله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ قال: لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا: من أين هذا؟ ١ ما كان للكفار أن يقتلوا منا، فأخبرهم الله تعالى إن ذلك بالأسرى الذين أخذوا منهم الفداء يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة.
٢- قول آخر٢: قال الطبري٣ في المراد بقوله: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ قال بعضهم: تأويله ما وقع من خلافكم على نبيكم حين أشار عليكم فأبيتم إلا أن يخرج ويصحر لهم، ويقاتلهم.
ثم أسند عن قتادة قال٤: ذكر لنا أن النبي ﷺ قال: "إنا في جنة حصينة". فقال أناس من الأنصار، فذكر القصة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما كان لنبي أن يلبس لأمته ثم يضعها حتى يقاتل".
٢٥٣- قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ [الآية: ١٦٧].
اتفقوا على أنها نزلت في عبد الله بن أبي وأتباعه الذين رجعوا قبل القتال.
٢٥٤- قوله تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [الآية: ١٦٩].
٢ لا يصح أن يعد هذا قولًا أخر؛ لأن سبب النزول قولهم: "أنى هذا" فأما الكلام على سبب ما وقع بهم فهو تفسير لا غير.
٣ "٧/ ٣٧٢" وفيه تصرف.
٤ "٧/ ٣٧٢-٣٧٣" "٨١٧٩" وفي النقل اختصار وتصرف.