هذا يَتَطَلَّب حِذقًا، حيثُ إنَّه أمرٌ مُغَيَّب ليسَ شيئًا أمامَك كي تَحْصُلَ على ما تريدُ، ويُؤْخَذُ من قِراءَة: (فارهين) بمَعْنى حاذِقينَ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: يُؤْخَذ من قَوْلهِ: ﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ فائدتانِ: لفظيَّة ومعنويَّة، الفائدةُ المعنويَّةُ أنَّهم لا يُشارِكُ فَسادَهم صلاحٌ، فيكون في هذا نفيُ إِثْباتٍ لكمالِ الفسادِ، والفائدةُ اللفظيَّةُ أنّ فيها طِباقًا، فهذا لا شكّ أنَّه من الأسلوبِ اللفظيِّ الحَسَن، مع ما فيه من معنًى.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّ ما أصابهم هو نتيجةُ فَسادهم؛ كما في قولِهِ تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الروم: ٤١].
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: فيها تَسْلِيَة لكلِّ داعيةٍ إذا دعَا إلى حقٍّ لو أُصيب بمثل هذا، فإنَّ كلَّ مُفْتَرٍ على أهلِ الحقِّ أو رافِض له فِعْلُهُ شَبيهٌ بِعَقْرِ هذه الناقةِ، ولكن الواجب على الداعيَةِ أن يَصْبِرَ، وأن يقولَ: جَرَى للأنبياءِ مثلُ هذا وأشدُّ، وَهُمْ أَشْرَفُ عندَ اللهِ منِّي ما هو أَعْظَم.
* * *