﴿إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفّارِ﴾: جار ومجرور متعلق بأدعوكم. الغفار: صفة-نعت- للعزيز مجرورة وعلامة جرها الكسرة. وهما في الأصل نعتان لمنعوت محذوف اختصارا لأنه معلوم. بمعنى: إلى الله العزيز الغفار. و «الغفار» من صيغ المبالغة فعال بمعنى فاعل أي الكثير الغفران.
[سورة غافر (٤٠): آية ٤٣] لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النّارِ (٤٣)
﴿لا جَرَمَ﴾: هي في الأصل بمعنى «لا بد» ولا محالة، ثم كثر استعمالها فحولت إلى معنى القسم وصارت بمعنى «حقا» وسياقه على مذهب البصريين كما يقول الزمخشري أن يجعل لا ردا لما دعاه إليه قومه، وجرم: فعل بمعنى «حق» و «أن» في «أنما» مع ما في حيزه: فاعل «حق» أي حق ووجب بطلان دعوته أو بمعنى «كسب» أي كسب ذلك الدعاء إليه بطلان دعوته.
ويجوز أن يقال إن لا جرم نظير لا بد فعل من الجرم وهو القطع كما أن بدّ فعل من التبديد وهو التفريق. فكما أن معنى لا بد أنك تفعل كذا بمعنى لا بد لك من فعله فكذلك-لا جرم أن لهم النار-أي لا قطع لذلك بمعنى أنهم أبدا يستحقون النار ولا قطع لبطلان دعوة الأصنام: أي لا تزال باطلة لا ينقطع ذلك فينقلب حقا.
﴿أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾: أن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسمها. بمعنى أن الذي أي الشيء الذي. تدعونني: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. وجملة ﴿تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ»﴾ صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. إليه: جار ومجرور متعلق بتدعونني.
﴿لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ﴾: الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن». ليس: فعل ماض


الصفحة التالية
Icon