﴿ذِي الذِّكْرِ﴾: ذي: صفة-نعت-للقرآن مجرورة ايضا وعلامة جرها الياء لانها من الاسماء الخمسة وهي مضافة. الذكر: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. وجواب القسم محذوف لان ما قبله يدل عليه وهو ذكر اسم-ص-من حروف المعجم على سبيل التحدي والتنبيه على الاعجاز بتقدير: والقرآن ذي الذكر انه لكلام معجز. وقيل ان الجواب يكمن في «بل» الواردة في الآية التالية بمعنى ان الذين كفروا.. وقيل: يجوز ان تكون «ص» خبر مبتدأ محذوف على انها اسم للسورة بتقدير: هذه «ص»:
يعني هذه السورة التي اعجزت العرب والقرآن ذي الذكر. اما اذا جعلت «ص» مقسما بها و ﴿الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ»﴾ معطوفا عليها فيجوز ان يراد بالقرآن التنزيل كله ويراد السورة بعينها بمعنى: أقسم بالسورة الشريفة والقرآن ذي الذكر اي ذي الشرف والشهرة او ذي الذكرى والموعظة.
[سورة ص (٣٨): آية ٢] بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢)
﴿بَلِ الَّذِينَ﴾: بل: حرف استئناف للاضراب. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وكسر آخر «بل» لالتقاء الساكنين. قال الاخفش: بل هنا بمعنى «ان» فلذلك صار القسم عليها. والجملة الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
﴿فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ﴾: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. وشقاق: معطوفة بالواو على «عزة» وتعرب مثلها بمعنى: ان الكافرين لم يصدوا عن هذا القرآن لعلة فيه بل هم في عزة واستكبار عن الاذعان له. ونكرت الكلمتان دلالة على شدتهما وتفاقمهما.


الصفحة التالية
Icon