﴿وَحِجْراً مَحْجُوراً﴾: معطوفة بالواو على ﴿بَرْزَخاً»﴾ منصوبة مثلها بالفتحة.
محجورا: صفة-نعت-لحجرا منصوبة مثلها بالفتحة. ومن اجمل التفاسير ما ذكره كشاف الزمخشري اذ قال: حجرا محجورا: واقعة ههنا على سبيل المجاز كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له حجرا محجورا كما قال-لا يبغيان-اي لا يبغي احدهما على صاحبه بالممازجة فانتفاء البغي ثمة كالتعوذ ههنا جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه فهو يتعوذ منه، وهي من احسن الاستعارات واشهدها على البلاغة. وهذا القول الكريم بمعنى: دفعه ومنعه وتقوله العرب عند الامر الذي تنكره.
[سورة الفرقان (٢٥): آية ٥٤] وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤)
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ﴾: تعرب اعراب ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ»﴾ الواردة في الآية السابقة. من الماء: جار ومجرور متعلق بخلق.
﴿بَشَراً﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي خلق من نطفة الرجل بشرا.
﴿فَجَعَلَهُ﴾: معطوفة بالفاء على ﴿خَلَقَ»﴾ وتعرب مثلها. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اي فقسمه قسمين.
﴿نَسَباً وَصِهْراً﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة اي فصيره نسبا. وصهرا:
معطوفة بالواو على ﴿نَسَباً»﴾ وتعرب مثلها. بمعنى: جعل البشر قسمين:
ذوي نسب: اي ذكورا ينسب اليهم فيقال فلان ابن فلان وفلانة بنت فلان، وذوات صهر: اي اناثا يصاهر بهن.
﴿وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾: الواو عاطفة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ربك: اسم ﴿كانَ»﴾ مرفوع للتعظيم بالضمة والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. و ﴿قَدِيراً»﴾ خبر ﴿كانَ»﴾ منصوب بالفتحة. أي قادرا على كل شيء.


الصفحة التالية
Icon