والسر في عدم جواز التعبير بالمعنى في القرآن، أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به، فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه. وإن تحت كل حرف منه معاني، لا يحاط به كثرة، بخلاف السنة، لحصول الحرج.
فائدة:
اختلف في سماع النبي ﷺ للوحي، فقيل: إن النبي ﷺ انخلع من الصورة البشرية إلى الصورة الملكية، وأخذه عن جبريل.
والثاني: إن الملك انخلع إلى البشرية، حتى يأخذه الرسول عنه.
أقول: التحقيق في ذلك أنه عليه السلام قد غلبت روحانيته على بشريته، حتى صار روحاً في صورة الأجسام، فقبل العروج بجسمه الشريف إلى السماء العلى، فضلاً عن التلقي عن الملك، فلا يحتاج أن ينخلع أو ينخلع له، لكونه على ما ذكر من لطف القابلية، وقد ورد: (أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى بعض أنبيائه: إنك عندي بوصف الملائكة، أقرب من وصف البشرية). وهو ﷺ أعظم صفاء، وأشد اصطفاء.