وأما من قال أول ما نزلت (الفاتحة) فلما روى الواحدي بسنده عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله ﷺ قال لخديجة: (إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً)، فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة، فانطلقا فقص عليه فقال: (إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هارباً في الأرض). فقال: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع مايقال، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه: يا محمد قل: (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين) حتى بلغ: (ولا الضالين) [الفاتحة: ١ - ٧].
وأخرجه البخاري في التفسير عن أبي ميسرة، لكن زاد فنودي فقال: لبيك، فقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقالها، فقيل: قل: (بسم الله الرحمن الرحيم) إلى آخر السورة.
وهذا الحديث مرسل، قال البيهقي: إن كان محفوظاً فيحتمل أن يكون