(حرى) مرة أخرى يريد أن يلقي نفسه منه - فبينما رسول الله ﷺ عامداً لبعض تلك الجبال قال الزهري: فكلما وافى بذروة جبل ليلقي نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد أنت رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، وإذا وافى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك.
قال الحافظ ابن كثير في البداية: قال بعضهم: وكانت مدة الفترة قريباً من سنتين أو سنتين ونصف، والظاهر - والله أعلم - أنها المدة التي اقترن معه ميكائيل كما قال الشعبي وغيره، ولا ينافي هذا تقدم إتيان جبريل إليه أولاً بـ (اقرأ باسم ربك الذي خلق) [اقرأ: ١]، ثم حصلت الفترة التي اقترن معه ميكائيل، ثم اقترن به جبريل بعد نزول (يا أيها المدثر) [المدثر: ١]، فحمي الوحي وتتابع. انتهى كلامه.
وهذا مؤيد بما سبق في (أول من نزل) من حمل كلام الحافظ ابن حجر على ما ذكر. والظاهر - والله أعلم - أن ميكائيل - في عبارة الحافظ ابن كثير - إما غلط من الكاتب أو سهو منه، فإن الثابت عن الشعبي إنما هو إسرافيل.