أقول: لعله أراد أنها مكية حكماً لكونها خطاب لأهل مكة، فحكمها مكي.
وأما كونها آخر ما نزل فهو آخر نسبي لا آخر حقيقي؛ لكون المشهور أن قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) [المائدة: ٣] و (إذا جاء نصر الله) [النصر: ١] وآية الربا هو الآخر، ولا تعارض لكون كل من هذه الآيات من آخر ما نزل. وهو صادق من زمن الفتح إلى حجة الوداع، فكل ما نزل في تلك المدة فهو من أواخر ما نزل.
قال السيوطي رحمه الله: واستثنى بعضهم: (ما كان للنبي) الآية [التوبة: ١١٣]، لما ورد أنها نزلت في قوله - عليه الصلاة والسلام - لأبي طالب: (لأستغفرن لك مالم أنه عنك). انتهى.
وأقول: يعارض هذا ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنها نزلت لما خرج النبي ﷺ معتمراً وهبط من ثنية عسفان، فرأى قبر أمه واستأذن في


الصفحة التالية
Icon