الثالث: أن الحديث مضطرب، ففي بعض رواياته أن القبر بمكة، وفي بعضها، بالأبوا، وفي بعضها: قبل ثنية عسفان. فهذه علة ثانية تقدح فيه.
الرابع: أن في بعض طرق هذا الحديث - وهو أصحها - كما ذكره الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى - أن النبي ﷺ زار قبر أمه في ألف مقنع، فما رأي أكثر باكياً ذلك اليوم. رواه الحاكم وصححه.
وهذه الروايات ليس فيها ذكر لسبب نزول الآية، وقد يكون البكاء لمجرد الرقة الحاصلة من زيارة الأموات من الأحياء لا لأمر آخر.
فبما تقرر، ظهر أن العمل على ما في الصحيحين من أن سبب النزول لها قضية أبي طالب.
ومثال ما كان أحد الحديثين هو الصحيح والعمل عليه: ما رواه الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن سبب نزول " والضحى "