وقد شنع ابن الشجري على مكي، حيث نقل هذا القول، وسكوته عليه.
وقال: لو أن رجلاً قال: كالله لأفعلن كذا. لاستحق أن يبصق في وجهه.
والحاصل: أنه لم يثبت في العربية أن الكاف حرف قسم.
الجهة الرابعة من الجهات التي يحصل على المعرب بسببها الخطأ في الإعراب: تخريج الكلام على الأوجه الضعيفة، والأمور البعيدة، واللغات الشاذة، خصوصاً في الكتاب العزيز.
فلا ينبغي أن يخرج إلا على أحسن الأوجه، وأقوى الأقوال. وأما إذا أراد المعرب تمرين الطالب وبيان الوجوه فلا بأس، لكن في غير القرآن، فإنه لا ينبغي أن يذكر فيه إلا ما يغلب على الظن أنه من بعض معاني اللفظ.
فمن ذلك قول من قال في قوله تعالى: (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز) [فصلت] أن خبره (أولئك ينادون من مكان بعيد) [٤٤]. وبينهما هذه الجمل الكثيرة وهو بعيد أن يكون الخبر (ينادون من مكان بعيد)، واختلفوا في الخبر هل مذكور؟ أو محذوف؟. ومن قال إنه موجود، تعسف.