لاستماعهم، فأنزل الله عز وجل على نبيه عليه السلام.
وقال بعض أهل الأسرار: اعلم أن الحروف المقطعة في أوائل السور كلها أسماء ملائكة. قال: وقد اجتمعت بهم في بعض الوقائع، وما منهم ملك إلا وأفادني علماً لم يكن عندي، فهم من جملة أشياخي من الملائكة، فإذا نطق القارئ
بمثل هذه الحروف كان مثل ندائهم، فيحييونه؛ لأن ثمة رقائق ممتدة من ذواتهم إلى أسمائهم، فإذا نطق القارئ: (ألم) مثلاً. قال هؤلاء الثلاثة من الملائكة: ما تقول؟ فيقول القارئ: ما بعد هذه الحروف، فيقولون: صدقت، ويقولون: هذا مؤمن نطق بحق، وأخبر بحق، فيستغفرون له، وهكذا القول في (آلمص) ونحوها.
قال: وهم أربعة عشر ملكاً، آخرهم (ن). قال: وقد ظهروا في منازل القرآن على أوجه مختلفة. فمنازل ظهر فيها ملك واحد وهو (ص) و (ق) و (ن)، ومنازل اثنان مثل: (طس) و (حم) وصورها من التكرر ثمان وسبعون ملكاً، بيد كل شعبة من شعب الإيمان، فإن الإيمان بضع وسبعون درجة، والبضع من واحد إلى تسعة، فقد استوفي هنا غاية البضع.
قال: فمن نظر في هذه الحروف بهذا الباب الذي فتحه له، رأى عجائب، وسخرت له هذه الأرواح الملكية التي هي أجسامها، فتمده بما في يدها من شعب الإيمان، وتحفظ إيمانه عليه إلى الممات.


الصفحة التالية
Icon