أحدهما: / أنها سورة وهذه آية، والسورة أعظم؛ لأنه وقع التحدي بها، فهي أفضل من الآيات التي لم يتحد بها.
والثاني: أن سورة (الإخلاص) اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفا، و (آية الكرسي) اقتضت التوحيد في خمسين حرفا؛ فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معين معبرا عنه بخمسين حرفا ثم يعبر عنه بخمسة عشر، وذلك بيان لعظيم القدرة، والانفراد بالوحدانية.
وقال ابن المنير: اشتملت (آية الكرسي) على ما لم تشتمل عليه آية من أسماء الله تعالى، وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها، ومستكنا في بعض، وهي ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [البقرة: ٢٥٥] ضمير ﴿لا تأخذه﴾، ﴿وله﴾، و ﴿عنده﴾، و ﴿بإذنه﴾، و ﴿يعلم﴾، و ﴿علمه﴾ و ﴿شاء﴾، و ﴿كرسيه﴾، و ﴿يؤوده﴾، وضمير ﴿حفظهما﴾ المستتر الذي هو فاعل المصدر ﴿وهو العلي العظيم﴾.
وإن عددت الضمائر المتحملة في ﴿الحي القيوم﴾، ﴿العلي العظيم﴾، والضمير المقدر قبل ﴿الحي﴾ على أحد الأعاريب، صارت اثنتين وعشرين.
قال الغزالي رضي الله عنه: إنما كانت (آية الكرسي) سيدة الآيات؛ لأنها اشتملت