(الإخلاص) ليس فيها إلا التوحيد والتقديس، و ﴿قل اللهم مالك الملك﴾ ليس فيها إلا الأفعال، و (الفاتحة) فيها الثلاثة لكن غير مشروحة بل مرموزة، والثلاثة مجموعة مشروحة في (آية الكرسي). والذي يقرب منها في جميعها آخر سورة (الحشر) وأول (الحديد) ولكنها آيات لا آية واحدة.
فإذا قابلت (آية الكرسي) بأحد تلك الآيات وجدتها أجمع للمقاصد، فلذلك استحقت السيادة على الآي، كيف [لا] وفيها الحي القيوم وهو الاسم الأعظم، كما ورد به الخبر. انتهى كلام الغزالي.
ثم قال: إنما قال ﷺ في (الفاتحة) أفضل، وفي (آية الكرسي) سيدة؛ لسر، وهو أن الجامع بين فنون الفضل وأنواعها الكثيرة يسمى أفضل؛ فإن الفضل هو الزيادة، والأفضل هو الأزيد، وأما السؤود فهو رسوخ في معنى الشرف الذي يقتضي الاستتباع ويأبى التبعية، و (الفاتحة) تتضمن التنبيه على معان كثيرة، ومعارف مختلفة، فكانت أفضل و (آية الكرسي) تشتمل على المعرفة العظمى؛ التي هي المقصودة المتبوعة التي يتبعها سائر المعارف، فكان اسم السيد بها أليق. انتهى.
ثم قال في حديث "قلب القرآن (يس) ": إن ذلك لأن الإيمان صحته