والثاني في الأسبوع مرتين تقريبا من الثلاث.
والأحب- أي لهذا- أن يختم ختمة بالليل وختمة بالنهار، ويجعل ختمة النهر يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما، ويختم ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما؛ ليستقبل بختمتيه أول النهار وأول الليل، فإن الملائكة تصلي عليه إن ختمه ليلا حتى يصبح، وإن كان نهارا حتى يمسي، فتشمل بركعتهما جميع النهار والليل.
والتفصيل في مقدار القراءة: إن كان من العابدين السالكين بطريق العمل فلا ينبغي أن ينقص عن ختمتين في الأسبوع، وإن كان من السالكين بأعمال القلب وضروب الفكر، أو من المشغولين بنشر العلم فلا بأس أن يقتصر في الأسبوع على مرة، وإن كان نافذ الفكر في معاني القرآن فقد يكتفي في الشهر بمرة؛ لحاجته إلى كثرة الترديد والتأمل. انتهى ما في الإحياء.
وقال النووي في الأذكار: المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بيقين الفكر لطائف ومعارف، فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم. وكذلك من كان/ مشغولا بنشر العلم، أو فصل الحكومات، أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه اختلال مما هو مرصد له، ولا فوات كماله. وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين، فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد