وسئل مجاهد- رحمه الله تعالى- عن رجلين دخلا في الصلاة وكان قيامهما واحد إلا أن أحدهما قرأ (البقرة) فقط، وقرأ الآخر القرآن كله، فقال: هما في الأجر سواء.
واعلم أن الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر، فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن يستحب له أيضا الترتيل والتؤدة؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرا في القلب من الهذر به، والاستعجال.
وفي "النشر": اختلف، هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرتها؟ وأحسن بعض أئمتنا فقال: إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا، وثواب الكثرة أكثر عددا؛ لأن بكل حرف عشر حسنات.
وفي "البرهان" للزركشي: كمال الترتيل تفخيم ألفاظه، والإبانة عن حروفه، وألا يدغم حرف في حرف، وقيل: هذا أقله، وأكمله أن يقرأه على منازله، فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد، أو تعظيما به على